** بسم الله الرحمـن الرحيـم **
:
لا أعلم عن مدى صحة كتابتي في هذا الموضوع ..
و لكن إن وجـَدت الإدارة بأن هذا الموضوع مكانه ليس هنا .. فاليتخذوا الإجراء اللازم مع إعلامي بذلك .
المهم :
أعزائي الكرام ..
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تحية طيبة ..
أقول إن :
.. إيماني التام بوجود الحلول الناجعة لأغـلــب المشكلات إلاّ أنه قـد نضطر إلى حلول أخرى ، كاضطرار الـفـقـيـر الجائع للسرقـة ، في زمن يسوده بخل الأغنياء ..
.. هذه مقدمة بسيطة لا علاقة لها بالموضوع الذي من أجله كتبت .. فقط هي وسيلة لنصل بها للفكرة ....!!
سبب ( تجرئي في طرح مثل هذا الموضوع الحساس من جهة و المحرج من جهةٍ أخرى .. ) هـو من باب الإحاطة بالمعرفة و بالاستثناء الذي كنت أجهله - شخصيا على أقــل تقديــر - ، لا سـيـّما و أن في الغالـِب ،هذا إن لم يكـُن الكـل يعرف عن العادة السريـّة بشـكـلٍ أو بآخـر ..
:
كـل ما كنت أعرفه و ربما كانت معي جماعة من هنا أو هناكـ توافـقـني في الاعـتـقـاد ، بأن حـكـم هذه العادة:
( مُـحـرّمة ) بناءا على الأدلــة ..
و جـهـِـلـــتُ في كونها فـتـوى و ليست حـُكماً ..!!
رأيــت أنه قـد جرى اخــتــلاف و تبايـن في فـتوى تحريـم هذه العادة السريـّة ..!!
قـد يرى البعض كون العادة السرية نعمه - رغم كونها سيئة و خطيئة - لأنها قد تمنع مـن حدوث سيئة أكبر و أعظم ألا و هي ( الـزنـا ) أو حتى ( الشذوذ )..
:
أعتقد و من وجهة نظري المتواضعة أن من البيئة المحيطة و الـثـقافـات المتنوّعة و التربية المتعددة و في ظـل تواجد أصدقاء السوء و وسائل نقل المعلومات ، قـد يجد الشخص - من الجـنـسـيـن - الصعوبة في كبح جماح الشهوة بكونهِ مـُحاطا من جميع الاتجاهات الرئيسية منها و الفرعية ، من الفضائيات التي تعرض ليل نهار مـن المفاتن ما الله به عليـم ..
حتى في أكثـر القنوات التي ( تدعي ) بأنها إسلاميه ، لا تخلوا من منظر قـد يثير الغريزة و الشهوة ..
هذا فضلا عن المواقـع الإلكترونية العديدة و التي تــُــقـدّر بمئات الآلاف من المواقـع الخادشة للحياء ..؟؟؟!!!
و لا ننسى أن لأجهزة الجوال نصيب في انتشار الصور و الفيديوهات .. هذا فضلا عن تـقـنيـة الجيـل الثالث و قد فـتحـت مجالا مباشرا و حياً على الهواء .. !!
هذا في المنزل , ماذا عـن خارج هذا الصندوق المغلق لـنـسـتـنـشــق الهواء الطلق في الخـارج ..؟؟
أنتم تعلمون ما يحدث في الحدائق و المنتزهات و الأسواق من معاكسات و ما إلى ذلك ، و هذه الأمور لا تخفى على أحـدٍ منـّا ، فالـصغــيـر قـد أحاط بها علمـاً قـبــل الـكـبــيــر.. و في الشارع يحدث من الأحـداث الشئ الكـثـيـر ... !
ولا أنسى إمكانية السفـر وسهولته إلى بـُلدانٍ تشتهـر بكازيـنـوهـاتـها الليليّة ..
...... بوجهٍ عام ، حتى الشواطئ و الصحاري ، لم تسلم مـن موجـة الـفـتــنِ و غبارها ..!!:
و أذكـّـركم بما قاله الرسول عليه أفضل الصلاة و أتم التسليـم :
(( يأتي على أمتي زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر )) أو كما قال عليه السلام .
:
و أحببت أن أنوّه بأن العادة السرية ليست وليدة هذا العصر ، و إنما منذ قديــم الأزل ..
قـد اختلف العلماء في بيان تحريمه و كذلكـ كانت حال المذاهب الأربعة .
هذا الاختلاف و التباين في زمـن السلف الصالح الذي يـُعـد من أفاضل الأســلاف ..
فما بالكم بهذا الزمـن المتخم بالمفاتــن ، فيـا تـُــرى لو عاشوا في عصر العولمة هل تراهم في اختــلاف ..؟!!
كـُل الأدلـة التي يعتمد عليها المحرّمون – للعادة السرية – لا تختلف عن اثنـتـيـــن :
إما ( دليل صريــح غير صحيح ) أو ( دليل صحيح غير صريـح )
:
و انطلاقا مـمــا قــاله الإمام ابن حزم رحمهُ الله:
( إن الاستمناء من الأمور المباحة التي لم يُـبـيـن الله تعالى حرمتها، " فلو كانت حراماً لـبـيـنـها " في كتابه العزيز لقولــه سبحانه وتعالى : (وقد فصل لكم ما حرم عليكم ) .. ) سورة الأنعام 119 .. انظر المحلى، لابن حزم (11/392) .
أعتقـد أن كلام الإمام إبن حـزم واضـح و لا يحتاج إلى تعليـق ..
مـن أشهر هذه الأدلة التي يحتج بها المحرّمون :
:
قوله تعالى : ( و الذين هم لفروجهم حافظون إلاّ على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملوميـن فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون )..
قيـل أن هذه الآية مـُجملة ، و المجمل لا يـُحتج به إلاّ بعد بيانه ..
قال إسماعيل بن عمر بن كثيــر المعروف باسم ( إبن كثيـر ) :
( أي والذين قد حفظوا فروجهم من الحرام فلا يقعون فيما نهاهم الله عنه من " زنا ولواط " لا يقربون سوى أزواجهم التي أحلها الله لهم أو ما ملكت أيمانهم من السراري ومن تعاطي ما أحله الله له فلا لوم عليه ولا حرج ولهذا قال " فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك " أي غير الأزواج والإماء فأولئك هم العادون " أي المعتدون )
إذاً ليس هناكـ دليل صريـح يـُـشـيــر إلى العادة أو مفادهـ بأن هذه العادة محرمــة ..
و أيضا من تلك الأدلة التي يحتج بها المحرّمون :
حديث أنس بن مالك مرفوعاً إلى النبي عليه الصلاة و السلام أنه قال : (سبعة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولا يجمعهم مع العالمين، ويدخلهم النار أول الداخلين إلا أن يتوبوا، من تاب تاب الله عليه، الناكح يده ... إلى آخر الحديث ) .
:
هذا الحديـث في الأصل جاء عن طريق مسلمة بن جعفر و حسان بن حـُميـد و هذان مجهولان و قد قال الإمام الذهبي رحمه الله ، و أيضا ابن الجوزي رحمه الله ( هذا الحديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه و سلم )
و قال ابن كثير رحمة الله عليه في تفسيره : (هذا حديث غريب ، و إسناده فيه من لا يعرف لجهالته )
و قال الشيخ الألباني في ذلك رحمه الله ( وهذا سند ضعيف علته مسلمة )
:
و أيضا من الأدلــة :
حديث أبي سعيد الخدري مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال:
( أهلك الله عز وجل أمة كانوا يعبثون بذكورهم )
قال ابن الجوزي رحمة الله عليه : ( هذا الحديث مروي عن إسماعيل البصري، وهو مجهول، وفي سند الحديث أبو جناب وهو ضعيف )
:
و أيضا هذا الحديث تـنـاقلته أفواه الناس بهذا اللفظ وهو (ملعون من نكح يده ) وجاء بلفظ ( ناكح اليد ملعون )
قال علي القاري رحمة الله عليه عن هذا الحديــث في كتابه (المصنوع) .. ( لا أصل له ، صرح به الرهاوي ) تحت (378)
و دليــل آخــــر :
( يجيء الناكح يده يوم القيامة ويده حبلى )
وهذا الحديث ضعيف من جهة السند، فلا يصح رفعه إلى النبي صلى الله عليه و سلم ..
:
الجديـر بالذكــر أن في يوم الجمعة بتاريخ 16/3/1430هـ ...
كان هناك لقاء مع الـبروفـيـسـور : طارق علي الحبيب ( استشاري الأمراض النفسيّة )
و ذلكـ على قناة العربية في برنامج ( إضاءات ) ..
كان اللقاء رائـعـا في مجمله ، يحوي على العديد من النقاط ، و منها ......
ملحوظة / هذه النقطة تتصل بالموضوع و لكن بطريق غير مباشـــر :
قال الحبيب :
(( إن الأفلام الجنسية حرمت لأنها تؤدي لانتشار الرذيلة، ولكن هناك أبحاث تقول إنها تؤدي لنقص الاغتصاب في المجتمع، مؤكدا أن تحريم الإسلام لهذه السلوكيات هدفه الحفاظ على المتعة الجنسية بأرقى صورها ))
و استشهدَ بدراسة :
مجموعتين من الشباب ، المجموعة الأولى عـُرض عليهم فلم جنسي لفترة من الزمـن تـُقـدّر بأربعة أسابيع من المتابعة و المجموعة الأخرى لم يُـعرض عليهم أي فلم و لكن وُعـِدوا بالمشاهدة حال انتهاء المجموعـة الأولى ..
و قاسوا الرغبة الجنسية عـنـد كل مجموعه .. وجدوا أن الرغبة أو التحسس الجنسي منخفض عند المجموعة التي عـُـرِضت عليها الأفلام الجنسية و المجموعة الثانية التي كانت تـنــتــظــر هــي أعلى رغـبـه جنسيّه...
و على أساس هذه التجربة أظنه قال : (( .. هدفه الحفاظ على المتعة الجنسية بأرقى صورها . ))
و يقول أيضا :-
(( أنا ضد الفتوى التي تحرم العادة السرية لأن الأبحاث العلمية لا تتحدث عن مضار نفسية وعضوية لها سوى سرعة القذف في أول سنتين من الزواج، ولكن يجب ألا تصحب بخيال أو أن تكون بأقل خيال ممكن أو معدوم، ويجب أن تكون للتخلص من الغريزة وليس للمتعة ))
و ذكــر إن الإفراط في ذلك و المبالغة فيه له مضار ...
و كما هو معلوم أن العادة السرية لا تكون مـُباحة إلاّ في حالةٍ واحدة و هي ( أن تكون هذه الغريزة شديدة على النفس )
إلاّ أن الدكتور الحبيب أنه يرى أن العادة السرية محرمة تماماً وحتى عند الضرورة إن لم تضبط بضوابط..
و ذكر بأن الإشكالية ليست بالممارسة و لكن عند الممارسة أشترط شروطاً معينه و من الشروط تؤدي إلى المتعة المستقبلية ..
و سوف أسرد لكم هذه الضوابط أو الشروط للمعرفة :
:
أولا : ألا تـُصحب بخيال أو أن تكون بأقـل خيال ممكن ، لأن هذا الخيال قد تعجز الفتاة أن تـُحققه لهذا الشاب .
ثانياً : ألا تـُـمارَس إلا عند اشتداد الرغبة .. و تـُــقــضـى كما يـُـقـضى الخارج من السـبـيـلـيـــن .. – أعزكم الله -
( و من هنا أذكـر نقطة لم يذكرها و اعتقـد أنها توافق ما قاله الدكتـور :
قال أبو حيان في تفسيره البحر المحيط (6/397) : ( و كان أحمد بن حنبل يُجيز ذلك أي - الاستمناء - لأنه فضلة في البدن فجاز إ" استغفر الله "جها عند الحاجة، كالفصد والحجامة ) ... و يرى ذلك ابن حزم .. )
ثالثا : ألا تكون في مكان مسترخي على السرير مثلا .. إنما تكون في دورة مياه أو تكون في مكان غير محبب حتى أحافظ على المتعة المستقبلية لذلك الشاب..
أيضا قال البروفيسور طارق الحبيب :
الذي أراه نفسياً الأبحاث العلمية تشير أن العادة السرية لم يثبت لها مضار نفسية أو عضوية إلا أشياء بسيطة ..
و ذكر الدكتور ابراهيم زهران أخصائي التناسلية والذكورة :
(( لا تسبب العادة السرية أمراضاً جلدية بشكل مباشر، ولكن هنا يمكن ذكر حدوث بعض الالتهابات الموضعية بالذكر من جراء الاستخدام المستمر للمواد التي قد تساعد في الممارسة من صابون أو جـِل، وهذا بالنسبة للذكور، وأما مع الإناث فقد يحدث هذا أيضا إذا تم استخدام مثل هذه المواد.
وأما ما يشاع عن علاقة العادة السرية بـحـَـب الشباب فهذه من المزاعم غير المثبتة علميا ولا أساس لها. ))
:
و قال الدكتور : لؤي خدام وهـو أخصائي بالتوليد و الأمراض النسائية و طب التكاثر. جامعات باريس
و حاصل على شهادة في الــطـب البـشـري ..
(( بالفعل، عندما نقلّب المواقع العربية نعثر على عدد كبير منها يسرد نفس الكلام. يبدوا الأمر وكأن أحدهم اخترع من خياله لائحة من الأمراض وادعى أنها ناتجة عن العادة السرية دون سرد أي دليل علمي. حتى أن هذه اللائحة من الأضرار الافتراضية تشمل أمور غير منطقية. ))
و أيضا قال : (( نظرا لعدم توفر أي دليل علمي يثبت هذه الأضرار المفترضة، و نظرا لعدم توافقها مع أدنى بديهيات الطب، نستنتج أن هذه اللائحة من الأضرار ال" استغفر الله "فية يتم تناقلها دون أي تفكير أو تأكّد من صحتها، تماما كما تنتشر الإشاعات. ))
و من هذه الأمور غيــر منطقية و ذلكـ على سبيــل التمثيـل لا الحصـر ذكر الدكتور لؤي خدام :
" يـُقال : أن الاستمناء يسبب ضعفا بالبصر؟؟ و لكن و منطقيا، لا توجد أي رابطة تصل ما بين العين و الوظيفة الجنسية، فيما عدا دور العين كأحد أدوات الإحساس، والتي يمكنها أن تنقل المحرضات الجنسية فقط ."
و ذكر الدكتور أحمد عبد المنعم عثمان أخصائي طب و جراحة العيون بمستشفى مغربي :
(( أنه لا يوجد علاقة بين ممارسة العادة السرية وضعف النظر .. ))
.. و ذكر أحد الإستشاريـيــن في موقع طبي :
(( أن مسألة ارتباط العادة السرية بانحناء الظهر ليس له أي سند علمي ))
و قال أيضا : (( أن انحناء العامود الفقري ظاهرة منتشرة حاليًّا بين الشباب، وهناك نوعان من انحناءات العامود الفقري نوع خلقي يولد به الشخص ، و النوع الثاني مكتسب أو وظيفي، أي أنه ناتج عن سوء استخدام فقرات العامود الفقري خلال ممارستك لحياتك اليومية. ))
:
هذه بعض الأدلة التي استند عليها المحرمون مع بيان الإجابة الشافية و الأدلــّة القاطعـة فيما قالوا ...
و في نهايــة موضوعي هذا ..
أقـول :
العادة الـســريـة الآن و في زمننا هذا قـد استوفت شرطها الأساسي و هي أنها لا تـُفعـل إلاّ في الضرورة الملحـّة .. حيث أن هذه الضرورة أصبحت بشكل مستمر و بشكل ســائد و بذلك لا يكون هذا استثناءاً...
و أقــول إن الإفراط في تناول المأكولات و المشروبات له نتائج وخيمة و سلبيـّة ، كذلكـ هو الحال أيـضا في العادة السرية التي تـُباح في الــضــرورة الملحــّـة ، و من عمل بغير ذلك أقول : افعل ما شئـت و أنـا بريء مما تفعــل ..
و أن هذا فعل ليـس فيه من المروءة و أنه ليس من مكـارم الأخلاق و على أسـاس ذلك و بأعلى تقديـر أكـرِهـت العادة السريـّـة و من العلماء من قـد حـرّمها إذا كان بداعي التسلية و عـدم الضرورة ..
و لو تــُـرِكت هذه العـادة لكان هـو الأفـضـل بلا ريـب.
و أتمنى من القارئ أن يضع بعيـن الاعتبار أنها فـقـط للضرورة و بـشـروط ..!
و لا ننسى بأن كل إنسان له ظروفه التي تـخـصـّـه وحـده .
فلا تأخـذ ما شئت من الكلام و تـتـرك ما تبقى بحسب هواك ، لأن ما تبقى من الكلام قــد يـُغـيـّـر ما أخـذت ..!!
:
أتمنى أن تكون التعليقات و التعقيبات بعيدة عن التعصـّـب و أن هناك رأي و رأي آخـــر ..
تقبلوا تحياتي ..........
:
لا أعلم عن مدى صحة كتابتي في هذا الموضوع ..
و لكن إن وجـَدت الإدارة بأن هذا الموضوع مكانه ليس هنا .. فاليتخذوا الإجراء اللازم مع إعلامي بذلك .
المهم :
أعزائي الكرام ..
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تحية طيبة ..
أقول إن :
.. إيماني التام بوجود الحلول الناجعة لأغـلــب المشكلات إلاّ أنه قـد نضطر إلى حلول أخرى ، كاضطرار الـفـقـيـر الجائع للسرقـة ، في زمن يسوده بخل الأغنياء ..
.. هذه مقدمة بسيطة لا علاقة لها بالموضوع الذي من أجله كتبت .. فقط هي وسيلة لنصل بها للفكرة ....!!
سبب ( تجرئي في طرح مثل هذا الموضوع الحساس من جهة و المحرج من جهةٍ أخرى .. ) هـو من باب الإحاطة بالمعرفة و بالاستثناء الذي كنت أجهله - شخصيا على أقــل تقديــر - ، لا سـيـّما و أن في الغالـِب ،هذا إن لم يكـُن الكـل يعرف عن العادة السريـّة بشـكـلٍ أو بآخـر ..
:
كـل ما كنت أعرفه و ربما كانت معي جماعة من هنا أو هناكـ توافـقـني في الاعـتـقـاد ، بأن حـكـم هذه العادة:
( مُـحـرّمة ) بناءا على الأدلــة ..
و جـهـِـلـــتُ في كونها فـتـوى و ليست حـُكماً ..!!
رأيــت أنه قـد جرى اخــتــلاف و تبايـن في فـتوى تحريـم هذه العادة السريـّة ..!!
قـد يرى البعض كون العادة السرية نعمه - رغم كونها سيئة و خطيئة - لأنها قد تمنع مـن حدوث سيئة أكبر و أعظم ألا و هي ( الـزنـا ) أو حتى ( الشذوذ )..
:
أعتقد و من وجهة نظري المتواضعة أن من البيئة المحيطة و الـثـقافـات المتنوّعة و التربية المتعددة و في ظـل تواجد أصدقاء السوء و وسائل نقل المعلومات ، قـد يجد الشخص - من الجـنـسـيـن - الصعوبة في كبح جماح الشهوة بكونهِ مـُحاطا من جميع الاتجاهات الرئيسية منها و الفرعية ، من الفضائيات التي تعرض ليل نهار مـن المفاتن ما الله به عليـم ..
حتى في أكثـر القنوات التي ( تدعي ) بأنها إسلاميه ، لا تخلوا من منظر قـد يثير الغريزة و الشهوة ..
هذا فضلا عن المواقـع الإلكترونية العديدة و التي تــُــقـدّر بمئات الآلاف من المواقـع الخادشة للحياء ..؟؟؟!!!
و لا ننسى أن لأجهزة الجوال نصيب في انتشار الصور و الفيديوهات .. هذا فضلا عن تـقـنيـة الجيـل الثالث و قد فـتحـت مجالا مباشرا و حياً على الهواء .. !!
هذا في المنزل , ماذا عـن خارج هذا الصندوق المغلق لـنـسـتـنـشــق الهواء الطلق في الخـارج ..؟؟
أنتم تعلمون ما يحدث في الحدائق و المنتزهات و الأسواق من معاكسات و ما إلى ذلك ، و هذه الأمور لا تخفى على أحـدٍ منـّا ، فالـصغــيـر قـد أحاط بها علمـاً قـبــل الـكـبــيــر.. و في الشارع يحدث من الأحـداث الشئ الكـثـيـر ... !
ولا أنسى إمكانية السفـر وسهولته إلى بـُلدانٍ تشتهـر بكازيـنـوهـاتـها الليليّة ..
...... بوجهٍ عام ، حتى الشواطئ و الصحاري ، لم تسلم مـن موجـة الـفـتــنِ و غبارها ..!!:
و أذكـّـركم بما قاله الرسول عليه أفضل الصلاة و أتم التسليـم :
(( يأتي على أمتي زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر )) أو كما قال عليه السلام .
:
و أحببت أن أنوّه بأن العادة السرية ليست وليدة هذا العصر ، و إنما منذ قديــم الأزل ..
قـد اختلف العلماء في بيان تحريمه و كذلكـ كانت حال المذاهب الأربعة .
هذا الاختلاف و التباين في زمـن السلف الصالح الذي يـُعـد من أفاضل الأســلاف ..
فما بالكم بهذا الزمـن المتخم بالمفاتــن ، فيـا تـُــرى لو عاشوا في عصر العولمة هل تراهم في اختــلاف ..؟!!
كـُل الأدلـة التي يعتمد عليها المحرّمون – للعادة السرية – لا تختلف عن اثنـتـيـــن :
إما ( دليل صريــح غير صحيح ) أو ( دليل صحيح غير صريـح )
:
و انطلاقا مـمــا قــاله الإمام ابن حزم رحمهُ الله:
( إن الاستمناء من الأمور المباحة التي لم يُـبـيـن الله تعالى حرمتها، " فلو كانت حراماً لـبـيـنـها " في كتابه العزيز لقولــه سبحانه وتعالى : (وقد فصل لكم ما حرم عليكم ) .. ) سورة الأنعام 119 .. انظر المحلى، لابن حزم (11/392) .
أعتقـد أن كلام الإمام إبن حـزم واضـح و لا يحتاج إلى تعليـق ..
مـن أشهر هذه الأدلة التي يحتج بها المحرّمون :
:
قوله تعالى : ( و الذين هم لفروجهم حافظون إلاّ على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملوميـن فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون )..
قيـل أن هذه الآية مـُجملة ، و المجمل لا يـُحتج به إلاّ بعد بيانه ..
قال إسماعيل بن عمر بن كثيــر المعروف باسم ( إبن كثيـر ) :
( أي والذين قد حفظوا فروجهم من الحرام فلا يقعون فيما نهاهم الله عنه من " زنا ولواط " لا يقربون سوى أزواجهم التي أحلها الله لهم أو ما ملكت أيمانهم من السراري ومن تعاطي ما أحله الله له فلا لوم عليه ولا حرج ولهذا قال " فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك " أي غير الأزواج والإماء فأولئك هم العادون " أي المعتدون )
إذاً ليس هناكـ دليل صريـح يـُـشـيــر إلى العادة أو مفادهـ بأن هذه العادة محرمــة ..
و أيضا من تلك الأدلة التي يحتج بها المحرّمون :
حديث أنس بن مالك مرفوعاً إلى النبي عليه الصلاة و السلام أنه قال : (سبعة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولا يجمعهم مع العالمين، ويدخلهم النار أول الداخلين إلا أن يتوبوا، من تاب تاب الله عليه، الناكح يده ... إلى آخر الحديث ) .
:
هذا الحديـث في الأصل جاء عن طريق مسلمة بن جعفر و حسان بن حـُميـد و هذان مجهولان و قد قال الإمام الذهبي رحمه الله ، و أيضا ابن الجوزي رحمه الله ( هذا الحديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه و سلم )
و قال ابن كثير رحمة الله عليه في تفسيره : (هذا حديث غريب ، و إسناده فيه من لا يعرف لجهالته )
و قال الشيخ الألباني في ذلك رحمه الله ( وهذا سند ضعيف علته مسلمة )
:
و أيضا من الأدلــة :
حديث أبي سعيد الخدري مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال:
( أهلك الله عز وجل أمة كانوا يعبثون بذكورهم )
قال ابن الجوزي رحمة الله عليه : ( هذا الحديث مروي عن إسماعيل البصري، وهو مجهول، وفي سند الحديث أبو جناب وهو ضعيف )
:
و أيضا هذا الحديث تـنـاقلته أفواه الناس بهذا اللفظ وهو (ملعون من نكح يده ) وجاء بلفظ ( ناكح اليد ملعون )
قال علي القاري رحمة الله عليه عن هذا الحديــث في كتابه (المصنوع) .. ( لا أصل له ، صرح به الرهاوي ) تحت (378)
و دليــل آخــــر :
( يجيء الناكح يده يوم القيامة ويده حبلى )
وهذا الحديث ضعيف من جهة السند، فلا يصح رفعه إلى النبي صلى الله عليه و سلم ..
:
الجديـر بالذكــر أن في يوم الجمعة بتاريخ 16/3/1430هـ ...
كان هناك لقاء مع الـبروفـيـسـور : طارق علي الحبيب ( استشاري الأمراض النفسيّة )
و ذلكـ على قناة العربية في برنامج ( إضاءات ) ..
كان اللقاء رائـعـا في مجمله ، يحوي على العديد من النقاط ، و منها ......
ملحوظة / هذه النقطة تتصل بالموضوع و لكن بطريق غير مباشـــر :
قال الحبيب :
(( إن الأفلام الجنسية حرمت لأنها تؤدي لانتشار الرذيلة، ولكن هناك أبحاث تقول إنها تؤدي لنقص الاغتصاب في المجتمع، مؤكدا أن تحريم الإسلام لهذه السلوكيات هدفه الحفاظ على المتعة الجنسية بأرقى صورها ))
و استشهدَ بدراسة :
مجموعتين من الشباب ، المجموعة الأولى عـُرض عليهم فلم جنسي لفترة من الزمـن تـُقـدّر بأربعة أسابيع من المتابعة و المجموعة الأخرى لم يُـعرض عليهم أي فلم و لكن وُعـِدوا بالمشاهدة حال انتهاء المجموعـة الأولى ..
و قاسوا الرغبة الجنسية عـنـد كل مجموعه .. وجدوا أن الرغبة أو التحسس الجنسي منخفض عند المجموعة التي عـُـرِضت عليها الأفلام الجنسية و المجموعة الثانية التي كانت تـنــتــظــر هــي أعلى رغـبـه جنسيّه...
و على أساس هذه التجربة أظنه قال : (( .. هدفه الحفاظ على المتعة الجنسية بأرقى صورها . ))
و يقول أيضا :-
(( أنا ضد الفتوى التي تحرم العادة السرية لأن الأبحاث العلمية لا تتحدث عن مضار نفسية وعضوية لها سوى سرعة القذف في أول سنتين من الزواج، ولكن يجب ألا تصحب بخيال أو أن تكون بأقل خيال ممكن أو معدوم، ويجب أن تكون للتخلص من الغريزة وليس للمتعة ))
و ذكــر إن الإفراط في ذلك و المبالغة فيه له مضار ...
و كما هو معلوم أن العادة السرية لا تكون مـُباحة إلاّ في حالةٍ واحدة و هي ( أن تكون هذه الغريزة شديدة على النفس )
إلاّ أن الدكتور الحبيب أنه يرى أن العادة السرية محرمة تماماً وحتى عند الضرورة إن لم تضبط بضوابط..
و ذكر بأن الإشكالية ليست بالممارسة و لكن عند الممارسة أشترط شروطاً معينه و من الشروط تؤدي إلى المتعة المستقبلية ..
و سوف أسرد لكم هذه الضوابط أو الشروط للمعرفة :
:
أولا : ألا تـُصحب بخيال أو أن تكون بأقـل خيال ممكن ، لأن هذا الخيال قد تعجز الفتاة أن تـُحققه لهذا الشاب .
ثانياً : ألا تـُـمارَس إلا عند اشتداد الرغبة .. و تـُــقــضـى كما يـُـقـضى الخارج من السـبـيـلـيـــن .. – أعزكم الله -
( و من هنا أذكـر نقطة لم يذكرها و اعتقـد أنها توافق ما قاله الدكتـور :
قال أبو حيان في تفسيره البحر المحيط (6/397) : ( و كان أحمد بن حنبل يُجيز ذلك أي - الاستمناء - لأنه فضلة في البدن فجاز إ" استغفر الله "جها عند الحاجة، كالفصد والحجامة ) ... و يرى ذلك ابن حزم .. )
ثالثا : ألا تكون في مكان مسترخي على السرير مثلا .. إنما تكون في دورة مياه أو تكون في مكان غير محبب حتى أحافظ على المتعة المستقبلية لذلك الشاب..
أيضا قال البروفيسور طارق الحبيب :
الذي أراه نفسياً الأبحاث العلمية تشير أن العادة السرية لم يثبت لها مضار نفسية أو عضوية إلا أشياء بسيطة ..
و ذكر الدكتور ابراهيم زهران أخصائي التناسلية والذكورة :
(( لا تسبب العادة السرية أمراضاً جلدية بشكل مباشر، ولكن هنا يمكن ذكر حدوث بعض الالتهابات الموضعية بالذكر من جراء الاستخدام المستمر للمواد التي قد تساعد في الممارسة من صابون أو جـِل، وهذا بالنسبة للذكور، وأما مع الإناث فقد يحدث هذا أيضا إذا تم استخدام مثل هذه المواد.
وأما ما يشاع عن علاقة العادة السرية بـحـَـب الشباب فهذه من المزاعم غير المثبتة علميا ولا أساس لها. ))
:
و قال الدكتور : لؤي خدام وهـو أخصائي بالتوليد و الأمراض النسائية و طب التكاثر. جامعات باريس
و حاصل على شهادة في الــطـب البـشـري ..
(( بالفعل، عندما نقلّب المواقع العربية نعثر على عدد كبير منها يسرد نفس الكلام. يبدوا الأمر وكأن أحدهم اخترع من خياله لائحة من الأمراض وادعى أنها ناتجة عن العادة السرية دون سرد أي دليل علمي. حتى أن هذه اللائحة من الأضرار الافتراضية تشمل أمور غير منطقية. ))
و أيضا قال : (( نظرا لعدم توفر أي دليل علمي يثبت هذه الأضرار المفترضة، و نظرا لعدم توافقها مع أدنى بديهيات الطب، نستنتج أن هذه اللائحة من الأضرار ال" استغفر الله "فية يتم تناقلها دون أي تفكير أو تأكّد من صحتها، تماما كما تنتشر الإشاعات. ))
و من هذه الأمور غيــر منطقية و ذلكـ على سبيــل التمثيـل لا الحصـر ذكر الدكتور لؤي خدام :
" يـُقال : أن الاستمناء يسبب ضعفا بالبصر؟؟ و لكن و منطقيا، لا توجد أي رابطة تصل ما بين العين و الوظيفة الجنسية، فيما عدا دور العين كأحد أدوات الإحساس، والتي يمكنها أن تنقل المحرضات الجنسية فقط ."
و ذكر الدكتور أحمد عبد المنعم عثمان أخصائي طب و جراحة العيون بمستشفى مغربي :
(( أنه لا يوجد علاقة بين ممارسة العادة السرية وضعف النظر .. ))
.. و ذكر أحد الإستشاريـيــن في موقع طبي :
(( أن مسألة ارتباط العادة السرية بانحناء الظهر ليس له أي سند علمي ))
و قال أيضا : (( أن انحناء العامود الفقري ظاهرة منتشرة حاليًّا بين الشباب، وهناك نوعان من انحناءات العامود الفقري نوع خلقي يولد به الشخص ، و النوع الثاني مكتسب أو وظيفي، أي أنه ناتج عن سوء استخدام فقرات العامود الفقري خلال ممارستك لحياتك اليومية. ))
:
هذه بعض الأدلة التي استند عليها المحرمون مع بيان الإجابة الشافية و الأدلــّة القاطعـة فيما قالوا ...
و في نهايــة موضوعي هذا ..
أقـول :
العادة الـســريـة الآن و في زمننا هذا قـد استوفت شرطها الأساسي و هي أنها لا تـُفعـل إلاّ في الضرورة الملحـّة .. حيث أن هذه الضرورة أصبحت بشكل مستمر و بشكل ســائد و بذلك لا يكون هذا استثناءاً...
و أقــول إن الإفراط في تناول المأكولات و المشروبات له نتائج وخيمة و سلبيـّة ، كذلكـ هو الحال أيـضا في العادة السرية التي تـُباح في الــضــرورة الملحــّـة ، و من عمل بغير ذلك أقول : افعل ما شئـت و أنـا بريء مما تفعــل ..
و أن هذا فعل ليـس فيه من المروءة و أنه ليس من مكـارم الأخلاق و على أسـاس ذلك و بأعلى تقديـر أكـرِهـت العادة السريـّـة و من العلماء من قـد حـرّمها إذا كان بداعي التسلية و عـدم الضرورة ..
و لو تــُـرِكت هذه العـادة لكان هـو الأفـضـل بلا ريـب.
و أتمنى من القارئ أن يضع بعيـن الاعتبار أنها فـقـط للضرورة و بـشـروط ..!
و لا ننسى بأن كل إنسان له ظروفه التي تـخـصـّـه وحـده .
فلا تأخـذ ما شئت من الكلام و تـتـرك ما تبقى بحسب هواك ، لأن ما تبقى من الكلام قــد يـُغـيـّـر ما أخـذت ..!!
:
أتمنى أن تكون التعليقات و التعقيبات بعيدة عن التعصـّـب و أن هناك رأي و رأي آخـــر ..
تقبلوا تحياتي ..........