أسرار قادت للذهب

كم هو رائع ذلك الاتحاد الذي أسعد جماهيره، وأمتع عشاق الكرة في ليلة لا تنسى، قدم نجوم العميد أداء قوياً، واختاروا الفوز والنقاط الثلاث التي خطفوها من منافسهم الهلال؛ على الرغم من التعادل الكافي لإحراز البطولة، وكشفت المباراة الحاسمة المنتظرة لدوري المحترفين في نسخته الأولى عن استفادة كاملة للاتحاديين من درس العام الماضي؛ حين كانت الأمور متشابهة بخوض المباراة الحاسمة بفرصتين وفي جده بين جماهير الاتحاد لكنه فقد كل الفرص المتاحة بالخسارة التاريخية القاسية التي ذهبت بالكأس إلى الرياض، واليوم. . اختار الاتحاد الطريق ذاته، مع مصاعب أكبر بإقامة المواجهة على أرض الهلال، وبين جماهيره؛ لكنه هذه المرة دخل بمعنويات البطل؛ الذي لمْ يكن قابلاً أبداً بتكرار ما حدث قبل عام، وتفوقت الأسرار المتكاملة بعمل الجهاز الفني المستقر الرائع بقيادة الأرجنتيني كالديرون، الذي أظهر تجهيزاته الخاصة بالمباراة منذ أيام، وظهرت جلياً بإراحته عدداً من لاعبيه في آخر جولة خاضها الفريق بدوري أبطال آسيا التي يقدم فيها الاتحاد منذ انطلاقها أداء قوياً هو الأفضل بين الفرق السعودية الأربعة المشاركة فيها، ولا شك أنَّ الهدوء والتركيز الذي بدا عليه لاعبو الاتحاد يؤكد العمل الإداري المميز سواء لإدارة النادي، أو لجهاز الكرة؛ فلم نشاهد خروجاً للاعب اتحادي عن النصِّ، وظلَّ نجوم الفريق محافظين على ثقتهم، وهدوئهم، إيماناً بتقديرهم للمسؤولية الملقاة على عاتقهم أمام جماهيرهم المُحبة التي طرحت ثقتها في نجومها، ولم تستسلم لإحباطات الموسم الماضي.
الكبار هم الذين يحافظون على ثبات مستوياتهم، ويحققون الأفضلية في مختلف الاستحقاقات المحلية، والخارجية، نظير توفر البديل الجاهز من عينة النجوم القادر على تقديم العطاء المميز، وصناعة الحسم، ويكفي أنَّ غياب لاعب مؤثر هو عماد متعب للإصابة لمْ يكن له التأثير الفني على شخصية الاتحاد، وفاعلية هجومه الناري.

الاتحاد ظلَّ معظم جولات بطولة الدوري متصدراً الترتيب، وتمكن من الفوز بدرع الذهب عن جدارة، واستحقاق، والفريق هذا الموسم عالج الكثير من أخطاء الماضي، وإدارته المخلصة بقيادة جمال أبو عمارة المدعوم بقوة من أعضاء الشرف بذلت جهوداً جبارة، ويحسب لها استثمار الفكر العالي للمدرب كالديرون، وتأييدها لمخططاته طويلة المدى، وعدم استماعها لمطالبات المتعصبين بإلغاء عقده لمجرد خسارة عابرة، أو لتغييرات كان يحدثها بين فترة وأخرى؛ أثبتت صحتها، فصنع الأرجنتيني فريقاً قوياً لا يشق له غبار، وبات اللاعب البديل ميزة قلَّ أنْ تجدها في الفرق الآسيوية.